السبت، 11 أغسطس 2012

قصيدة : بك أستجير للشاعر إبراهيم بديوي رحمه الله تعالى

بك أستجير فمن يجير سواك * فأجر ضعيفا يحتمي بحماكا 

إني ضعيف أستعين على قوى * ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا 

أذنبت يارب وآذتني ذنوب * ما لها من غافر إلاكا 

دنياي غرتني وعفوك غرني * ما حيلتي في هذه أو ذاكا 

يامدرك الأبصار ، والأبصار * لا تدري له ولكنهه إدراكا 

إن لم تكن عيني ترك فإنني * في كل شئ أستبين علاكا 

يا منبت الأزهار عاطرة الشذا * هذا الشذا الفواح نفح شذاكا 

رباه ها أنا ذا خلصت من الهوى * واستقبل القلب الخلي هواكا 

وتركت أنسي بالحياة ولهوها * ولقيت كل الأنس في نجواكا 

ونسيت حبي واعتزلت أحبتي * ونسيت نفسي خوف أن أنساكا 

أنا كنت يارب أسير غشاوة * رانت على قلبي فضل سناكا 

واليوم يارب مسحت غشاوتي * وبدأت بالقلب البصير أراكا 

يا غافر الذنب العظيم وقابلا * للتوب ، قلب تائب ناجاكا 

يارب جئتك ثاويا أبكي على * ما قدمته يداي لا أتباكا 

أخشى من العرض الرهيب عليك ياربي * وأخشى منك إذ ألقاكا 

يارب عدت إلى رحابك تائبا * مستسلما مستمسكا بعراكا 

ما لي وما للأغنياء وأنت يا * ربي الغني ولا يحد غناكا 

ما لي وما للأقوياء وأنت يا * ربي عظيم الشان ما أقواكا 

إني أويت لكل مأوى في الحياة * فما رأيت أعز من مأواكا 

وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة * فلم تجد منجى سوى منجاكا 

وبحثت عن سر السعادة جاهدا * فوجدت هذا السر في تقواكا 

فليرضى عني الناس أو فليسخطوا * أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا 

أدعوك ياربي لتغفر حوبتي * وتعينني وتمدني بهداكا 

فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي * ما خاب يوما من دعا ورجاكا 

يارب هذا العصر ألحد عندما * سخرت ياربي له دنياكا 

ما كان يطلق للعلا صاروخه * حتى أشاح بوجهه وقلاكا 

أوما درى الإنسان أن جميع ما * وصلت إليه يداه من نعماكا 

ياأيها الإنسان مهلا واتئد * واشكر لربك فضل ما أولاكا 

أفإن هداك بعلمه لعجيبه * تزور عنه وينثني عطفاكا 

قل للطبيب تخطفته يد الردى * يازاعما شفا الأمراض ، من أرداكا 

قل للمريض نجا وعوفي بعدما * عجزت فنون الطب ، من عافاكا 

قل للصحيح يموت لا من علة * من بالمنايا ياصحيح دهاكا 

قل للجنين يعيش معزولا بلا * راع ومرعى ما الذي يرعاكا 

قل للوليد بكى وأجهش بالبكا * عند الولادة ما الذي أبكاكا 

وإذا ترى الثعبان ينفث سمه * فاسأله ، من ذا بالسموم حشاكا 

واسأله كيف تعيش ياثعبان أو * تحيا ، وهذا السم يملأ فاكا 

واسأل بطون النحل كيف تقاطرت * شهدا ، وقل للشهد ، من حلاكا 

بل سائل اللبن المصفى كان بين * دم وفرث ، من الذي صفاكا 

وإذا رأيت الحي يخرج من ثنايا * ميت فاسأله ، من أحياكا 

قل للهواء تحسه الأيدي ويخفى * عن عيون الناس ، من أخفاكا 

وإذا رأيت البدر يسري ناشرا * أنواره فاسأله ، من أسراكا 

وإذا رأيت النخل مشقوق النوى * فاسأله ، من يانخل شق نواكا 

وإذا رأيت النار شب لهيبها * فاسأل لهيب النار ، من أوراكا 

وإذا ترى الجبل الأشم مناطحا * قمم السحاب فسله ، من أرساكا 

وإذا ترى صخرا تفجر بالمياه * فسله ، من بالماء شق صفاكا 

وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال * جرى فسله ، من الذي أجراكا 

وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج * طغى فسله ، من الذي أطغاكا 

وإذا رأيت الليل يغشى داجيا * فاسأله ، من ياليل حاك دجاكا 

وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا * فاسأله ، من ياصبح صاغ ضحاكا 

هذي العجائب طالما أخذت بها * عيناك وانفتحت بها أذناكا 

والله في كل العجائب مبدع * إن لم تكن لتراه فهو يراكا 

ياأيها الإنسان مهلا ما الذي * بالله جل جلاله أغراكا 

فاسجد لمولاك القدير فإنما * لابد يوما تنتهي دنياكا 

وتكون في يوم القيامة ماثلا * تجزى بما قد قدمته يداكا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق